الاثنين، 16 مارس 2015

ربيعُ الحبّ



رأيتُ في ما يرى النّائمُ أنّي التقيتكِ في حديقةٍ من حدائق مدينتي، تحملين في يدك وردةً حمراءَ حديثة عهد باقتطاف، شذاها يُضمّخ أناملك النّاعمة، التي تناولتها منك بكفّي المضطرب وأنا أصافحك مشدوهًا من روعة هذا المشهد، الذي لم يكن لقلبي النابض بكِ في الحسبان، سألتك بلسانٍ متلعثم نَسي من أمر اللّغة كل ما تعلمه في سنواته القاسية : هل صحيح فعلا أنّني أمامَ الزّهرة البرية التي تفتّحت في أيام خريفي، وهل من الممكن أن تحملَ الأزهارُ ورودًا، فتملأ أجوائي عطورًا يَخرّ لها قلبي ساجدًا من الفرح والسّرور؟ فتبسّمتِ ضاحكةً من قولي وأنت في كامل نضجك وثقتك بنفسك الزّاخرة بالحياة، ثمّ أجبتني بسؤال أعذب من أحلام الحبّ، وأجمل من لحظات الأماني : هل أنتَ هو ربيعُ الحبّ الذي كان يرسمني على أوراقه البريئة بحبره الدّاكن الذي يسرّ المتيّمين من القرّاء، والمعذّبين من المتابعين لأحلامه الوردية التي أبت أن تخرجَ من شرنقة العدم ؟..لكنّني عاتبة عليكَ رغم كلّ ما كتبت وما ستكتب عنّي ..عاتبة لأنّك تظلمُني وتظلم قلمك حين تصفه بأنّه صعلوك ابن جارية، فإن كنت أميرتَك كما تدّعي فلا ينبغي لك أن تكتبني بقلم هذا حاله ...!



ربيع السّملالي 



ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2015 منشور