الاثنين، 16 مارس 2015

‏صديقي الحر السجين‬



ﻋﻠﻰ ﺇﺛﺮ ﺷﺠﺎﺭ ﻛﺒﻴﺮ ﺣﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﺴﺠﻦ ﻟﻤﺪﺓ ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺃﻋﺮﻓﻪ ﺟﻴﺪﺍ
ﻛﺎﻥ صديقي في الثانوية،ﺃﻇﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﺑﺮﻳﺌﺎ ﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺳﺒﺐ ﺣﺰﻧﻪ ﻋﻨﺪ ﺩﺧﻮﻟﻪ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻋﺎﺷﻘﺎ ، ﻛﺎﻥ ﻣﻮﻟﻌﺎ ﺑﺈﺣﺪﻯ ﻓﺘﻴﺎﺕ الحي ﻭﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﺍﻟﻜﻞ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺑﻘﺼﺔ ﺣﺒﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﻘﺼﺺ ﺃﻟﻒ ﻟﻴﻠﺔ ﻭﻟﻴﻠﺔ ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺑﺴﻂ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ، ﻃﻴﻠﺔ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺨﻤﺲ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﻀﺎﻫﺎ ﻇﻞ ﻳﺤﻠﻢ ﺑﺎﻟﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﺠﻤﻌﻪ ﻳﻮﻣﺎ ﻓﻲ ﻗﻔﺺ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﻣﻊ ﻋﺸﻖ ﻃﻔﻮﻟﺘﻪ ﻭﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﻇﻞ ﻳﻤﻨﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﺒﺎﺩﻟﻪ ﺍﻟﻮﻟﻊ ﻭﺍﻟﺤﺐ ﻭﺍﻹﻧﺘﻈﺎﺭ،ﺣﺘﻰ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﻈﺮ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺍﺭﻩ ﺫﻛﺮ ﺃﺧﺒﺎﺭﻫﺎ ﻛﻲ ﻻ ﻳﺘﻔﺎﺟﺊ ﺑﺨﺒﺮ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻇﻼﻡ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻭﻗﺴﻮﺗﻪ ،ﻛﺎﻥ ﻳﺤﻠﻢ ﺑﻬﺎ ﺯﻫﺮﺓ ﻻ ﺗﺘﻔﺘﺢ ﺇﻻ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ،ﻃﺎﺋﺮﺍ ﻻ ﻳﺠﻴﺪ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻖ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺃﺣﻀﺎﻧﻪ ، ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻳﺪﻫﺎ ﻛﻤﺎ ﺗﺮﻛﻬﺎ ﻃﻔﻠﺔ ﻟﻦ ﺗﻜﺒﺮ ﺇﻻ ﻣﻌﻪ ﻣﻀﺖ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺃﻭ ﺑﺸﻖ ﺍﻷﻧﻔﺲ ﻟﻴﺲ ﻣﻬﻤﺎ ، ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺧﺮﺝ صديقي ﻛﺎﻥ ﻛﻤﻦ ﻭﻟﺪ ﻟﻠﺘﻮ ﻗﺎﺩﺗﻪ ﺧﻄﻮﺍﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺘﻬﺎ،ﺩﻕ ﺟﺮﺱ ﺍﻟﺒﺎﺏ، ﺃﻃﻠﺖ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻓﺘﻘﺪﻩ ﻃﻴﻠﺔ ﺳﻨﻮﺍﺗﻪ ﺍﻟﺨﻤﺲ ﺇﺷﺘﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﻋﺒﻖ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ، ﺣﺎﻝ ﺣﻴﺎﺋﻪ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﺤﻀﻨﻬﺎ ،ﻫﻲ ﺗﺒﻠﺪﺕ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻨﻔﻮﺍﻧﻬﺎ ﻣﻨﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻘﻮﻁ، ﻛﺎﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﻨﻬﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺿﺮﺑﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﺼﺮﺥ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻪ : ﺗﺒﺎ ﻟﻚ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﺮﻛﺘﻨﻲ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ
ﺗﻜﻦ ﻣﻌﻲ ﺃﻛﺮﻫﻚ ﺃﺣﺒﻚ ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺭﺍﻙ ﺃﻧﺎ ﻣﺸﺘﺎﻗﺔ ﻟﻚ ﺟﺪﺍ، ﻣﻌﻠﻮﻡ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﺈﺳﺘﺜﻨﺎﺀ صديقي ﺃﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ بعد ﺳﺠﻦ ﺣﺒﻴﺒﻬﺎ ﺯﻭﺟﻮﻫﺎ ﻏﺼﺒﺎ ﻹﺑﻦ ﻋﻤﻬﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﻭﻓﺎﺋﻬﺎ ﻭﺇﺧﻼﺻﻬﺎ ﻟﺤﺒﻴﺒﻬﺎ ﺩﻓﻌﻬﺎ ﻟﺨﻮﺽ ﺣﺮﺏ ﺿﺮﻭﺱ ﻟﻺﻓﺘﻜﺎﻙ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﺗﺨﺘﺎﺭﻩ ﻭﺑﻔﻀﻞ ﺣﺒﻬﺎ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺭﺑﺤﺖ ﺣﺮﺑﻬﺎ ﻭﻃﻔﻠﻴﻦ ﻭﺷﻬﺎﺩﺓ ﻃﻼﻕ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺍﻟﺪﺧﻴﻞ،ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻟﻢ ﻳﺘﺤﺪﺛﺎ فصديقي ﺍﻃﻤﺄﻥ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﺃﻫﻠﻬﺎ، ﺍﺳﺘﺪﺍﺭ ﻣﺴﺮﻋﺎ ﻭﻋﺎﺋﺪﺍ ﻷﻣﻪ ﺃﺧﺒﺮﻫﺎ ﺃﻥ ﻻ ﺑﺪ ﻟﻠﻔﺮﺣﺔ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﺮﺣﺘﺎﻥ ﻓﺮﺣﺔ ﺣﺮﻳﺘﻪ ﻭﻓﺮﺣﺔ ﺯﻭﺍﺟﻪ ﻣﻦ ﺣﺒﻴﺒﺘﻪ .. ﻋﺒﺴﺖ ﺃﻣﻪ ﻭﻗﺎﻟﺖ : ﺃﺗﺮﻳﺪ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﻣﻄﻠﻘﺔ ﻭﻟﺪﻳﻬﺎ ﻃﻔﻼﻥ،ﺗﺼﻠﺐ صديقي ﻭﺗﺎﺑﻌﺖ ﺃﻣﻪ : ﻛﻴﻒ ﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﺪﺧﻞ ﺑﻔﺘﺎﺓ ﻓﻀﺖ ﺑﻜﺎﺭﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﺷﺨﺺ ﺁﺧﺮ
ﻗﺎﻝ ﻷﻣﻪ : ﻭﺍﻟﺤﺐ ﻳﺎ ﺃﻣﻲ
ﺃﺟﺎﺑﺖ ﺃﻣﻪ : ﻭﺭﺟﻮﻟﺘﻚ ﻳﺎ ﺑﻨﻲ
ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ صديقي ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﺮﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﺃﺳﻴﺮﺍ ﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺮﻳﻀﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﺒﺎﻟﻴﺔ .. ﻭﻓﻌﻼ ﺗﺰﻭﺝ ﻣﻦ ﻓﺘﺎﺓ ﻋﺬﺭﺍﺀ ﻭﺃﻧﺠﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻃﻔﺎﻻ ﻭﻋﺎﺷﺎ ﺣﻴﺎﺓ ﻋﺎﺩﻳﺔ،ﺃﻣﺎ ﺣﺒﻴﺒﺘﻪ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻓﺎﻟﺨﻴﺒﺔ ﻭﺍﻟﺼﺪﻣﺔ ﺩﻓﻌﺎﻫﺎ ﻟﻜﻲ ﺗﺄﺗﻲ ﻭﺗﺮﻗﺺ ﻓﻲ ﻋﺮﺳﻪ ﻛﻲ ﺗﻘﻮﻝ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﺃﻧﺎ ﻟﺴﺖ ﻣﺒﺎﻟﻴﺔ، ﻭﺳﻤﻌﺖ ﻣﺆﺧﺮﺍ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﻣﻬﺮ ﺍﻟﺮﺍﻗﺼﺎﺕ ﻓﻲ العلب الليلية بمراكش ﻭﻋﻨﺪﻫﺎ ﺣﻔﻠﺔ ﻛﻞ ﻳﻮم سبت



إيمان الطّحيني


ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2015 منشور