قصّتان قصيرتانِ رائعتانِ كانتا سببا في الفتنة التي اشتعلتْ نيرانها، واشتدّ أوارها في قلبي هذا العاشقِ للأدب والكلام الجميل، وأنا في طور التّكوين حين ناهزتُ العشرين بقليل..القصّة الأولى للأديب الأريب المفوّه المِنْطيق مصطفى لُطفي المنفلوطي عنوانها : (غُرفة الأحزان) المزدان بها كتابُه الرّائع النّظرات ..هذه القصّة رغم طولها كنتُ أحفظها غيبًا وأردّدها كلَّ يوم صباحَ مساء ، وكأنّها وِرْدٌ من الأوراد التي لا ينبغي لمسلم التّفريط في الالتزام بها ..أمّا القصّة الثّانية فهي لصاحب القلم السّيّال والأسلوب البديع والمجلّة الخالدة الذّكر ( الرّسالة ) أحمد حسن الزّيات، عنوانها ( مأساةُ وضّاح اليمن ) وهي ضمن كتابه الرّائق ( وحي الرّسالة ) ..هذه القصّة لو ذهبَ أحدنا إلى أرض العِراق للحصول عليها، لكانَ ذلك قليلاً في حقّها ! ..حفظتها ورتّلتها ترتيلا وذهبتُ في الثّناء عليها ومدح صاحبها مذاهب شتّى، بل هي السّبب الرّئيس في محبّة هذا الرّجل العظيم الذي لم أكن قرأت له حينها إلا نُتفًا من كتابه الجميل ( تاريخ الأدب العربي ) ..رحمه الله !
..........................
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق