منشور اعلان الخليفة العثمانى عصيان عرابى ! و المسلمين فى الهند " صدر منشور سعيد باشا الصدر الأعظم ( منصب يقارب رئيس الوزراء ) بعصياننا و قدمه السلطان الغازي عبد الحميد خان الثاني الباب العالى لمؤتمر الآستانة إجابة لطلب اللورد دفرين سفير إنكلترا لدى الدولة العثمانية و هذا تعريبه . أولا : أن الدولة العلية السلطانية تعلن أن وكيلها الشرعى بمصر هو حضرة فخامتلو دولتلو محمد توفيق باشا . ثانيا : أن أعمال عرابى باشا كانت مخالفة لإرادة الدولة العلية ثم التمس من جناب الخديو فعفا عنه و نال من الحضرة السلطانية العفو العام . ثالثا : أن الشرف الذى ناله أخيرا من الحضرة العلية السلطانية أنما كان من تصريحه بالطاعة لأوامر السلطان المعظم الخليفة الأعظم . رابعا : قد تحقق الأن رسميا أن عرابى باشا رجع الى زلاته السابقة و استبد برئاسة العساكر المصرية بدون حق فيكون قد عرض نفسه لمسئولية عظيمة لا سيما أنه تهدد أساطيل دولة حليفة للدولة العلية السلطانية . خامسا : بناء على ما تقدم يحسب عرابى باشا و أعوانه عصاء ليسوا على طاعة الدولة العلية السلطانية . سادسا : تصرف الدولة العلية السلطانية بالنظر إلى عرابى باشا و رفقائه و أعوانه يكون بصفة أنهم عصاة . سابعا يتعين على سكان الأقطار المصرية حالة كونهم رعية مولانا و سيدنا الخليفة الأعظم أن يطيعوا أوامر الخديو المعظم الذى هو فى مصر وكيل الخليفة و كل من خالف هذه الأوامر يعرض نفسه لمسئولية عظيمة . ثامنا : أن معاملة عرابى باشا و حركاته و أطواره مع حضرات السادات الأشراف هى مخالفة للشريعة الإسلامية الغراء مضادة لها بالكلية . " كان هذا المنشور جزء من صفقة لم تتم طمحت الدولة العثمانية من خلالها الى ارسال قوات لها إلى مصر .. لم يحدث هذا بالطبع و لم يبق من المنشور سوى أثره المدمر فى الجبهة الداخلية بمصر فقد كان المصريون ينظرون بتبجيل و قدسية للسلطان العثمانى بإعتباره خليفة المسلمين .. . كما ان الغطاء الشرعى الذى كان يعمل من خلاله عرابى وقتها انه كان يدافع عن حقوق الدولة العثمانية فى مصر .. و يذكر عرابى فى مذكراته ص 687 " و بعد صدور منشور الباب العالى بعصياننا امتنعت الحكومة الإنجليزية من الموافقة على الميثاق المذكور حيث كان غرض الإنكليز من منشور العصيان تهدئة خواطر مسلمى الهند و منعهم من القيام لنصرة الإسلام . و اخذت جريدة التايمس تحرض الإنكليز على الإمتناع و زعمت ان قد فات وقت التداخل العثماني فى مصر . و لما امتنعت الحكومة الإنكليزية عن الموافقة لجأ الباب العالى إلى وساطة الدول فأبت هذه ان تتداخل فى امر الخلاف " و هنا نرى بعد اخر للثورة العرابية لم يدركه العديد مننا و هو ان اثر الثور تخطى حدود مصر و وصل الى الهند و خشيت إنكلترا فى ذلك الوقت ان تتهدد سيادتها على الهند و خاصة ان مسلمى الهند يمثلون قوة يحسب حسابها و يقول عرابى فى ص 688 " و لما نشر منشور السلطان بعصياننا و من معنا بجرنال الجوائب إرضاء للإنكليز ، ارسل منه مئات الألوف إلى الهند و الأوغان ( الأفغان ) و الحجاز و العراق و الترك و مصر و المغرب الأقصى و جميع بلاد الإسلام بواسطة الإنكليز و توزع منه نسخا كثيرة على ضباط الجيش المصرى فى جميع المراكز بواسطة أبو سلطان باشا ( محمد سلطان رئيس مجلس النواب ) " ثم نرى نتيجة هذا المنشور " تذمر بعض الأمراء العسكرية و قالوا أننا إذا عصاة على السلطان مخالفين لكتاب الله و سنة رسولة كما فعل محمد على باشا رأس العائلة الحاكمة و ابنه ابراهيم باشا و من مات عاصيا لا أجر له مثل الذين ماتوا من المصريين فى قتال الدولة العلية ، فنصحناهم بأن هذا المنشور مخالف لأحكام الدين الإسلامى لأننا انما نقاتل أعداء المسلمين الذين يريدون أن يستولوا على بلادنا الإسلامية .. " " إلا ان تلك النصائح لم تأثر فى الذين يجهلون أحكام الدين مثل أحمد بك عبد الغفار قومندان السوارى و عبد الرحمن بك حسن حكمدار 2جى الاى سوارى و على بك يوسف ميرالاى 3جى بيادة و لكنهم أظهروا قبول ما أوضحناه لهم و أسروا الغدر و الخيانة و الحساب على الله . "
المصدر : مذكرات عرابى كشف الاستار عن سر الأسرار فى النهضة المصرية المشهورة بالثورة العرابية دراسة و تحقيق عبد المنعم إبراهيم الجميعى الجزء الثانى ص684
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق