الأحد، 22 مارس 2015

اقتباسات من كتاب العبرات للمنفلوطي



• قد كان كلّ ما أسعدُ به في هذه الحياة أن أعيشَ بجانبِ ذلك الإنسان الذي أحببتُه وأحببتُ نفسي من أجلِه، وقد حيلَ بيني وبينه فلا آسف على شيء بعده

• .. فلا تجدُ لها بُدّا كلّما هاجَها الوجد إليه إلاّ أنْ تلجَأ إلى ذلك الملجأِ الوحيدِ الذي يَفزع إليه جميعُ البائِسينَ والمحزونينَ في بأسِهم وضرائرِهِم: خُلوتها ودموعُها، فتبكي ماشاء الله أن تفعل

• قال: فإن كنتِ تُريدين لي النجاة فإنّني لا أنجو إلا بكِ
قالتْ: ليتني أستطيع ذلك يا سيدي
قال: وما يمنعكِ منه؟
فنظرتْ إليه نظرة دامعة وقالتْ: أخاف أن أحبّكَ
قال: ولِم تخافين ؟
قالتْ: لا أعلم
قال: أنا لا أسألُك عمّا تكتُمين في صدرِك منَ الأسرارِ ولكنّي أسألُكِ أنْ تترُكيني وشأني في يد القدر يفعَلُ بي ما يشاء، فقد كنتُ أخافُ الموتَ قبل أن أراكِ، أمّا اليومَ، فحسْبي عزاءً عمّا أُلاقيه مِن غُصصِه وآلامِه نظرة رحمة تُلقينَها عليّ في مصرعي ودمعة حزنٍ تسكُبينها من بعدي على تُربتي ..


• إنْ كُنتُم تُريدون أن نعيشَ على وجهِ الأرْضِ بلا حبّ، فانتزِعوا من بينِ جُنوبنا هذه القلوبَ الخفّاقة ثم ّاطلبوا منّا بعد ذلك ما تشاؤون؟ فإنّنا لا نستطيع أنْ نَعي بلا حُــبٍّ مادامتْ لنا أفئدةٌ خافقةٌ

• .. و النّفسُ الإنسانِيّة كالغَدِيرِ الرّاكدِ لا يزالُ صافيًا رائِقًا، حتّى يسقُطَ فيه حجرٌ فإذا هُو مُستنقَعٌ كدِرٌ ..

• فإنْ رأى غيرُها مِنَ النّساءِ أنّ الحُبّ أسَاسُ الزّواجِ، رأتْ هيّ أنّ الزّواجَ أساسُ الحُبِّ

• .. و قُلتُم لها لابُدّ أن تتعلّمي لِتُحسِني تربيةَ ولدَكِ والقيّامَ على شُؤونِ بيتِكِ، فتعلّمتْ كلّ شيءٍ إلّا تربية ولدَها والقيّامِ على شُؤونِ بيتِها 

• .. و قُلتُم لها نحنُ لا نتزوّج مِن النّساءِ إلاّ من نُحِبّها و نرْضاها ويلائِمُ ذوقُها ذوقَنا وشعورُها شعورَنا، فرأتْ أنْ لابُدّ أن تعرِف مواقِع أهوائكم، ومباهجَ أنظارِكم للتجمل لكم بما تحبّون، فراجَعتْ فَهرَس حياتِكم صفحةً صفحةً فلم تَرَ فيه غير أسماءِ الخليعاتِ المُستهتِراتِ ,,فتخلّعت واستهترَتْ لتبلُغ رِضاكُم..ثمّ مشت إليكُم بهذا الثّوب الرّقيق الشّاف تعرِضُ نفسَها عليكُم عرضًا..فأعرضتُم وقلتُم لها: لا نتزوّج النّساء ..

• و كلّ نباتٍ يُزرَعُ في أرضٍ غيرَ أرضِه، أو في ساعةٍ غيرَ ساعتِه، إمّا أن تأْباه الأرضُ فتلفظُه وإمّا أن ينشبَ فيها فيُفسِدُها 

• كَمَا أنّ السّماءَ في ظَلمةِ اللّيلِ تختلِفُ إليْها النّجومُ فتُضيءُ صفحتَها وتمرّ بها الشّهُبُ فتلمعُ في أرجائِها، حتّى إذا طلعتْ الشّمسُ مِن مشرِقِها محا ضوؤها ضوءَ جميع تلك النّيران، كذلك القلْب الإنساني، لاتزالُ تمرّ له مُختلف العواطف وأشتاتُ الأهواءِ مجتمِعَة ومتفرّقة، حتّى إذا بَلَغَ وأشرقت عليه شمسُ الحُبّ، غربَت بجانِبِها جميعُ تِلكَ العَواطِفِ والأهواءِ ..

• - أتحبّني؟
- نعم، حبّ الزّهـــــــــــرة الذّابـــــــــلة للقطْــــــــــرة الهــــــــــاطِلة..

•  قالتْ: وهل تستطيع أن تحبّ بلا أملٍ؟
قال: ولِمَ لا يكون الحُبّ نفسُه غايةً من الغاياتِ التي تجدُ فيها السّعادة إنْ ظفِرْنا بها ؟

•  لكن الغضبة التي يغضَبُها المُحبُّ المهْجورُ تُخيّلُ إليهِ أنّه قد نَفَضَ يدَهُ مِن المُحِبّ أشدّ ما يكون به عالقاً

 من هُو القاضي؟ أليْس هُو أقْدرُ النّاس على إلباسِ الحقّ صورةَ الباطِلِ والباطِلَ صورة الحقِّ؟
ومتى كان المُستبِدّون واللّصوص والظَلَمة أخيارًا صالِحين وأبراراَ طاهِرينَ 

 ها هُم الأُمُراء قد خانوا عهدَ الله وخفروا ذِمامَه، فأغْمدوا السّيُوفَ التي وضعها الله في أيديهِم لإقامَة العدلِ والحقّ، وتقلّدوا سَيوفًا غيرها لا هي إلى الشّريعة، ولا إلى الطّبيعة، ومشوا بها يَفتتِحون لأنفُسِهِم طؤيق شهواتهِم ولذائذِهم حتى نالوا منها ما يُريدون 

 هاهُمُ القضاة قد طمعوا وظلموا، ووضعُوا القانونَ ترسًا أمامَ أعيُنِهِم يُصيبون من ورائه، ولا يُصابون، وينالون مَن يشاؤون تحتَ حِمايته، ولا يُنالون
ها هُمُ زُعماءُ الدّينِ قد أصبحوا زُعماء الدّنيا، فحوّلوا معابِدهُم إلى مغاوِرَ لُصوصٍ يَجمعٌون فيها ما يَسرِقون من أموالِ العبادِ، ثمّ يضنّون بالقليلِ منه على الفُقَراء والمساكين

 .. إنّ الخوفَ من الحُبّ هو الحُبّ نفسُه

 قالتْ: ..حَسبُنا الحُبّ سعادة نغنى بِها عن كُلّ سعادة في هذا العالَمِ..قال: ذلكَ هو الشّقاءُ بِعينِه، فإنّ الحُبّ نباتٌ ظلّي تقتُلُه شمسُ الشّقاء الحارّة، وكُلّ سعادة في العالَمِ غير مُستمَدة من سَعادة المالِ أو لاجِئة إلى ظِلالِه فهي كاذِبة لا وُجودَ لها إلاّ في سوانحِ الخَياَلِ

 إنّ للحُبّ فنوناً من الجُنونِ، وأقبَحُ فُنونِه أن يعتقِد المُتحابّان أنّ حُبّهُما دائمٌ لا تُغيّره حوادثُ الأيّام ..

• إنّ الله قد خلق لِكُلّ روحٍ من الأرواحِ روحاً أُخرى تُماثِلُها وتُقابلُها..وتسعَدُ بِلِقائها..وتشْقى بِفِراقِها..ولكنّهُ قدّر أن تضِلّ كلّ روحٍ عن أختِها في الحياةِ الأولى فذلكَ شقاءُ الدنيا..وأن تهتدي إليها في الحياةِ الثّانية..وتِلْك سعادة الآخرة
فإن فاتـتني سعادتي بِكَ في الأرضِ..سَأنتظِرُها في علياءْ السّماءِ .




التحميل المباشر للكتاب " العبرات

الـتقيـيم على موقع " Goodreads "

التعريف على موقـع " ويكيبيديا "

نسخة صوتيةعلى موقع " يـوتـوب "

من هو مصطفى لطفي المنفلوطي " هنا "








ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2015 منشور